ستشهد النسخة الثامنة عشرة لملتقى تونس الدولي لألعاب القوى لذوي الإعاقة المقرر من 5 إلى 7 مارس المقبل بملعب ألعاب القوى برادس المصنف من قبل اللجنة الدولية البارلمبية من بين الجوائز الكبرى مشاركة 42 دولة.
وقال محمد المزوغي رئيس اللجنة الوطنية البارلمبية التونسية في حوار خاص أجرته معه وكالة تونس افريقيا للأنباء إن هذه النسخة عرفت إقبالا كبيرا من قبل الرياضيين الراغبين في المشاركة إلا أن اللجنة الوطنية البارلمبية قامت بالتعاون مع اللجنة الدولية البارلمبية بتسقيف عدد المشاركين وذلك لأسباب تنظيمية بالأساس وهو ما يقيم الدليل على قيمة هذا الملتقى وإشعاعه خصوصا وأنه سيكون هذه السنة محطة تأهيلية لبطولة العالم لألعاب القوى المقررة بمدينة كوبي اليابانية من 17 إلى 25 ماي المقبل وللألعاب البرالمبية المبرمجة بالعاصمة الفرنسية باريس من 28 اوت الى 8 سبتمبر القادمين.
وتابع: “الملتقى سيكون أيضا فرصة هامة لعناصر المنتخب التونسي للبرهنة على علو كعبها وحقيقة امكانياتها من خلال مشاركة حوالي 56 رياضيا، ونتطلع لاكتشاف مواهب جديدة وعناصر واعدة في إطار سعينا لتكوين جيل جديد قادر على تسلم المشعل في المستقبل من أبطالنا الذي يمتلكون تقاليد راسخة في النجاح العالمي ويحظون بكل المساندة والتشجيع من قبل سلطة الإشراف التي أمضت معهم عقود أهداف، ونأمل ان تحظى أيضا الوجوه الجديدة بنفس مظاهر الدعم لتحفيزهم على تشريف الراية الوطنية في مختلف المحافل الدولية”.
واشار الى ان الملتقى سيشكل مناسبة للعناصر الوطنية لتحسين ارقامها الشخصية واكتساب المزيد من الخبرة وهو يعد كذلك فرصة لكسب المزيد من المقاعد الترشيحية لدورة الالعاب البارلمبية القادمة قائلا في ذلك “نتطلع للحصول على الاقل على 20 مقعدا تاهيليا لالعاب “باريس 2024″ التي سنكون خلالها ايضا ممثلين لاول مرة باختصاصي البارا تجديف والبوتشيا”.
ومن جهة اخرى، اشار محمد المزوغي الى ان “اللجنة الوطنية البارلمبية تسعى الى تعزيز نشاط عدد من الرياضات المستحدثة مثل البوتشيا التي يمكن لاصحاب الاعاقة العميقة ممارستها الى جانب كرة الهدف والبارا كرة اليد والبارا كرة السلة الا ان قلة ذات اليد تمثل حجرة عثرة امام ذلك اذ ان توفير كراسي خاصة بمنتخب كرة السلة يحتاج الى كلفة تناهز 340 الف دينار وهو مبلغ باهظ جدا بالنظر الى غياب المستشهرين و الرعاة اذ ان الداعم الوحيد لرياضيينا هي وزارة الشباب والرياضة وهذا امر غير كاف لتطوير هذا الصنف من الرياضات”.
كما استعرض المساعي التي تبذلها اللجنة الوطنية البارلمبية لاستقطاب رياضيين موهوبين من خلال تنظيم ايام وطنية بارلمبية وزيارات استكشاف لعدد من المناطق داخل الجمهورية مثل ولايات الكاف وسليانة والقيروان وصفاقس ومدنين الى جانب الشراكة مع مؤسسة فداء التابعة لرئاسة الجمهورية من اجل توسيع دائرة النخبة الوطنية بضم عناصر قادرة على تقديم الاضافة من جرحى الثورة”.
وابرز ان “اللجنة تسعى في اطار استراتيجية عملها الى الاستعداد منذ الان الى الالعاب البارلمبية “لوس انجلس 2028” معلنا عن تكوين فريق عمل للاعداد لهذا الموعد في اطار الحرص على تاهيل رياضات اخرى مثل البارا تايكواندو والبارا تنس الطاولة والبارا بادمينتون وكذلك تعزيز دور تكوين الاطارات المشرفة على هذه الاختصاصات وتطوير التجهيزات بالشراكة مع المدرسة الوطنية للمهندسين والفريق الطبي التابع للجنة الوطنية البارلمبية المتالف من خيرة الكفاءات الطبية الوطنية في شتى الاختصاصات وفق تعبيره.
وانهى المزوغي بالقول ان “تونس تضطلع بمكانة هامة في دفع وتطوير رياضات ذوي الاعاقة في القارة الافريقية وهي تحظى بثقة الهياكل الدولية في هذا المجال” مذكرا في هذا الصدد بالزيارة التي ادتها كارولين ريكرز ممثلة اللجنة الدولية البارلمبية من 23 الى 26 جانفي الماضي الى مقر اللجنة الوطنية البارلمبية والتي قامت خلالها بعقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولي مختلف الاقسام والوحدات في اتجاه مزيد تطوير نشاطها تماشيا مع توجيهات اللجنة الدولية البارلمبية خصوصا على مستوى تاهيل العنصر البشري وتنمية الزاد المعرفي بما يضمن اكثر نجاعة وفاعلية على اساليب ومناهج العمل.