بلغت قيمة الشيكات المرتجعة، أي تلك التي لم يتم خلاصها من طرف البنوك والبريد التونسي بسبب نقص الرصيد او انعدامه، 818 مليون دينار من جملة 34ر6 مليون شيك تم تداوله خلال الثلاثي الأول من 2023.
ومثلت قيمة الشيكات المتداولة 53 بالمائة من اجمالي قيمة وسائل الدفع المختلفة بما يعادل 7ر29 مليار دينار.
وتظهر البيانات الأخيرة للبنك المركزي، ان قيمة الشيكات المرجعة ارتفعت بنسبة 75ر2 بالمائة مقارنة بالثلاثي الأول من سنة 2022، في حين ازدادت هذه الشيكات بنسبة 56ر1 بالمائة من حيث العدد.
وكشفت البيانات ذاتها، تواصل ضعف الاعتماد على وسائل الدفع الالكتروني، اذ لم تتجاوز قيمتها 2ر218 مليون دينار نهاية مارس 2023، فيما بلغ عدد البطاقات البنكية والبريدية المتداولة 6ر6 مليون بطاقة بزيادة جد طفيفة لا تتعد 6ر0 بالمائة مقارنة بالعدد المسجل نهاية سنة 2022.
ويتجلى من هذه المعطيات بشكل عام، تواصل الاعتماد المكثف على استخدام الشيكات في تونس مع كل ما يسببه ذلك من إشكالات، اذ ان اصدار شيك دون رصيد او برصيد ناقص وعدم خلاصه يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن.
وتواترت في الفترة الأخيرة مطالب عديد المنظمات، ولاسيما تلك الصادرة عن ممثلي وأصحاب المؤسسات الصغرى والمتوسطة، لتنقيح القانون المتعلق بجريمة اصدار شيك دون رصيد (الفصل 411 من المجلة الجزائية) وذلك بغرض الغاء العقوبة السجنية واعتماد الشيكات الالكترونية وسط صمت تام من طرف البنك المركزي التونسي في هذا الخصوص.
وقد كان رئيس الجمهورية، قيس سعيد، تفاعل مع دعوات ومبادرات تنقيح قانون الشيك دون رصيد، اذ دعا في لقاء جمعه بوزيرة العدل، ليلى جفال، يوم 8 ماي 2023، الى إيجاد حل في ما يتعلق بهذه المسألة مجددا دعوته الى اعداد مشروع لوضع حد لهذه الوضعيات وذلك لانصاف الدائن والمدين بصفة متساوية.
وشدّد رئيس لحنة التشريع العام بمجلس نواب الشعب، ياسر القوراري، مؤخرا، على ان اللجنة تعتبر تنقيح الفصل 411 من المجلة التجارية المتعلق بقضايا الشيكات، الأولوية التشريعية الأولى، مشيرا الى ان اللجنة ستنطلق في سلسلة من السماعات الى حين تلقي مشروع القانون من رئاسة الجمهورية موضحا ان “هذا الفصل تتعلق به جملة من الإشكاليات القانونية التي ارتأت اللجنة تدارسها مع اهل الاختصاص’.
وات