من المتوقع أن تجري الانتخابات الرئاسية في تونس لعام 2024 خلال فترة القادمة .
و ستكون هذه الانتخابات هي الدورة الثانية عشر في تاريخ البلاد والثالثة منذ الثورة، حيث سيتم اختيار الرئيس الثامن لتونس لفترة ولاية تمتد لخمس سنوات.
بموجب الدستور الجديد الصادر في عام 2022، حيث تم إجراء تغييرات على شروط الترشح للرئاسة، بما في ذلك :
الجنسية والدين
يجب أن يكون المترشح تونسي الجنسية منذ الولادة، وأن يكون دينه الإسلام. هذا الشرط يُعكس الهوية الوطنية والدينية للبلاد.
السن القانونية
يُشترط في المترشح أن يكون قد بلغ من العمر 35 سنة على الأقل في يوم تقديم ترشحه. هذا الحد الأدنى يضمن توافر النضج والخبرة اللازمين لتولي مهام الرئاسة.
الجنسية المزدوجة
إذا كان المترشح حاملًا لجنسية غير التونسية، يُطلب منه تقديم تعهد بالتخلي عن الجنسية الأخرى في حالة فوزه بالرئاسة. هذا يضمن التفرغ التام والولاء للدولة التونسية.
التزكية
ويتطلب الدستور تزكية المترشح من قبل عدد معين من أعضاء مجلس نواب الشعب أو رؤساء المجالس المحلية المنتخبة، أو الناخبين المرسمين وفقًا لما يحدده القانون الانتخابي. هذا يُعزز مبدأ الدعم الشعبي والتمثيل الديمقراطي.
المدة الرئاسية والانتخابات
يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة خمس سنوات، ويجب أن تجرى الانتخابات في الفترة الزمنية المحددة قبل نهاية المدة الرئاسية. الدستور يُشدد على أن الانتخابات يجب أن تكون عامة، حرة، مباشرة، نزيهة وشفافة، وأن يُنتخب الرئيس بالأغلبية المطلقة للأصوات المصرح بها.
تُعد هذه الشروط الدستورية الضامن الأساسي لسلامة العملية الانتخابية وشرعية الرئيس المنتخب. ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتجه أنظار التونسيين والعالم لرؤية كيف ستُترجم هذه الشروط إلى واقع عملي يُعبر عن إرادة الشعب في اختيار قائدهم القادم.
وحتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن المرشحين، لكن تم طرح بعض الأسماء كمرشحين محتملين، ومنهم ألفة الحامدي، وقيس سعيد، وفاضل عبد الكافي، وعبير موسي، ، لطفي لمرايحي ، عصام الشابي و نزار الشعري
من هو فاضل عبد الكافي؟
هو سياسي واقتصادي تونسي معروف، وُلد في العام 1970. تقلد منصب وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي وكذلك وزير المالية بالنيابة في حكومة يوسف الشاهد من 2016 إلى 2017. وهو يرأس حزب آفاق تونس منذ 19 ديسمبر 2020.
حصل على تعليمه في مجال الاقتصاد من جامعة باريس 1 – بانتيون سوربون، وهو ابن الاقتصادي ورجل الأعمال أحمد عبد الكافي. بدأ فاضل مسيرته المهنية في العمل مع شركة التونسية للأوراق المالية، التي أسسها والده، وتولى إدارتها في عام 2005،
وكان رئيسًا لمجلس إدارة بورصة تونس من 2011 إلى 2014.
في الساحة السياسية، استقال من منصبه الوزاري في أوت 2017 بعد اتهامات بتضارب المصالح، ولكن تمت تبرئته من جميع التهم وأوقفت الإجراءات القضائية ضده في مارس 2019. يُعرف بدعمه لإجراءات 25 جويلية 2021 ومعارضته للتطورات التي تلت ذلك.
من هي الفة الحامدي ؟
ألفة الحامدي، التونسية الأصل، تُعد شخصية بارزة في مجال السياسة والأعمال. نشأت في قفصة، وبرزت أكاديميًا لتحصل على منحة للدراسة بفرنسا، حيث أكملت ماجستير الهندسة بجامعة ليل. تابعت رحلتها التعليمية بالولايات المتحدة، مُحرزةً ماجستير في إدارة المشاريع الكبرى من جامعة تكساس بأوستن.
مهنيًا، أسست الحامدي شركة كونكورد، وعملت على مشاريع متعددة في أمريكا. ابتكرت منهجية AWP، التي تُستخدم عالميًا لزيادة كفاءة المشاريع الضخمة. وقد تولت مسؤولية الخطوط الجوية التونسية كرئيسة مديرة عامة لفترة قصيرة قبل إقالتها.
من هي عبير موسي ؟
عبير موسي، المحامية والسياسية التونسية، وُلدت في 15 مارس 1975 بالمنستير. ترأست الحزب الدستوري الحر منذ 2016، وتُعرف بمواقفها السياسية الجريئة، وخصوصًا دفاعها عن النظام السابق ومعارضتها للثورة التونسية. كانت نائبة عن دائرة تونس الثانية حتى مارس 2022، وتُعتبر من المعارضين للرئيس التونسي الحالي والإسلاميين.
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ترشحت موسي للمنصب ، ولكن لم تتمكن من الفوز بالمنصب. حيث تحصلت على 04.02 من نسبة الاصوات و كانت التاسعة على مستوى الترتيب . .
من هو لطفي مرايحي ؟
لطفي المرايحي، طبيب وسياسي تونسي، وُلد في حيدرة القصرين يتولى منصب الأمين العام للاتحاد الشعبي الجمهوري منذ 2011. يحمل شهادة في الأمراض الصدرية والحساسية، وله إسهامات في الحقل الموسيقي والثقافي، حيث أسس جمعية الإبداع الموسيقي وأشرف على تنظيم مهرجانات موسيقية.
خاض غمار الانتخابات الرئاسية التونسية لعام 2019، واحتل المركز السابع بحصوله على 6.56% من الأصوات. يُعرف بنشاطه السياسي والاجتماعي وله مؤلفات في مجالات متعددة.
من هو عصام الشابي؟
عصام الشابي سياسي التونسي المخضرم، وُلد في 23 ديسمبر 1957 وعُرف بدوره كعضو في المجلس الوطني التأسيسي وانتمائه للحزب الجمهوري. وأعلن مؤخرا الحزب الجمهوري عن نية الشابي الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024. هذا الإعلان جاء كتحدٍ للوضع السياسي الراهن، وقد حظي بدعم مبادرة تضم 100 شخصية تونسية تؤيد ترشحه .
يُعتبر هذا الترشح خطوة هامة في مسيرة الشابي السياسية.
و تبرز هذه ال مجموعة من الشخصيات الطامحة للوصول إلى قصر قرطاج، كلٌ يحمل رؤية وخبرات متفاوتة.
حيث يقدم لطفي المرايحي، نفسه كمرشح يجمع بين الاهتمامات الصحية والثقافية. و يسعى عصام الشابي، بخبرته الطويلة في السياسة، لتحقيق الاستمرارية والتجديد.
و يظهر نزار الشعري، الإعلامي رغبة في ترك بصمة في الحياة السياسية. .
وتُركز الفة الحامدي على الكفاءة والتطوير الاقتصادي.
، ويُمثل فاضل عبد الكافي الخبرة الاقتصادية. اما عبير موسي، المعروفة بمواقفها السياسية القوية، تُعبر عن الصوت العلماني والدفاع عن النظام السابق.
وفي المقابل، قيس سعيد، الرئيس الحالي، يُعتبر الأوفر حظًا للفوز بفترة رئاسية جديدة، مستندًا إلى شعبيته وبرنامجه الذي يُركز على مكافحة الفساد.
و أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد، في مارس 2024، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجري وفق الشروط التي حددها دستور 25 جويلية 2022.
وقال الرئيس سعيد، في لقائه برئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر، إن “دستور 2022 جاء بشروط جديدة للانتخابات الرئاسية وليس هناك أي مبرر للحديث عن إدخال تنقيحات على القانون الانتخابي”.
وأضاف أنه “لا وجود لتعارض بين أحكام الدستور والقانون الانتخابي”، مبينا أنه في كل الأحوال فإن “قواعد الدستور أعلى درجة من القواعد التي تتضمنها أحكام دونه مرتبة”.
وانتظمت آخر انتخابات رئاسية في شهر أكتوبر 2019، وتدوم العهدة الرئاسية مدة خمس سنوات.
ومن المنتظر أن ينتظم الاستحقاق الرئاسي في غضون الثلاثي الأخير من العام الحالي (2024)، إذ ينص دستور 2022 على تنظيم الانتخابات الرئاسية خلال الأشهر الثّلاثة الأخيرة من المدّة الرّئاسيّة
و يضل المشهد الانتخابي متقلب، والتوقعات قد تتغير بتقلبات الأحداث وتغير مزاج الناخبين. ومع ذلك، يبدو أن قيس سعيد يحتفظ بموقع قوي في السباق، مع تأييد واسع يُمكن أن يُعزز من فرصه في الاستمرار بقيادة البلاد لدورة رئاسية ثانية .
كما يستمر النقاش حول توقيت الانتخابات، حيث يعتقد البعض أنها قد تُعقد في عام 2027 استنادًا إلى الدستور الجديد، بينما يؤكد آخرون أنها ستُعقد في خريف 2024.