في الدول المتقدمة ، صلب المؤسسات يوجد قانون مؤسساتي و نظام محكم وضع على أسس علمية مدروسة من قبل كفاءات علمية و قيادة حكيمة ، أتعلمون لماذا هم في المراتب الأولى و في كل المجالات ، لأنه و بكل بساطة يعملون بأخلاق و ضمير ، أي نعم يؤمنون كثيرا بأن الأخلاق قبل كل شئ و في كل شئ ، المنظومة الداخلية للمؤسسة يتسم نظامها الداخلي بالنظام و العمل و الفرص متاحة للجميع تجمعهم علاقات مهنية ملئها الصفاء و المحبة و الإنسانية و هذا فعلا ملموس و ما لوحظ من قبل الكثير من الأدمغة العربية التي هاجرت من وطن تتجرد فيه الهوية كإنسان قبل الكفاءة ، طبعاً جدّا، مثلما هو متوارث عندنا من صفات شتى حدّث و لا حرج مثل النميمة ، “التقطيع و الترييش” ، البغض و نسج المكائد و تلفيق الأكاذيب و التهم الكيدية لدرجة ما تتسائل هل حقا نحن مسلمون ؟ هل هكذا صفات المسلم مع أخيه المسلم ؟ ، أزمتنا أزمة أخلاق بحتّة ، المسؤولية تعد فعلا أمانة و يخجلون عندما ترتكب هفوة و لو بسيطة لدرجة يتخلى فيها القائد من تلقاء نفسه من قيادة لا لشئ لأن الضمير وبخّه و شعر بالخزي و العار بينه و بين نفسه و في محاسبة ذاته و ضميره أولا و قبل الجميع و إختار إستقالة و تصل في كثير الأحيان لطلب المعذرة من الفريق نفسه .
مصطلحات عديدة في علوم الإدارة الحديثة و علمي الموارد البشرية و التصرف في المنظومات برزت مع بروز المؤسسة الحديثة و القائد الذي يلعب دورا مهما و رياديا فهو يعمل مع فريق و يرتفع بالفريق و ينجح مع الفريق و ليس ماهو سائد عندنا من تعالي و غطرسة من جهة و إستغلال نفوذ و تعسف و ظلم و تكريس لفكر القطيع من جهة أخرى ، الفرق واضح و لا مجال للمقارنة ، مصطلحات جديدة و فكر تنويري جديد صلب المؤسسة الحديثة في حاجة ماسة له اليوم لكي تجرى تربصات و دورات تدريبة من شأنها تثقيف مسؤولي آخر زمن و مساعدتهم للخروج من العتمة للنور نساعدهم بضمان تكوين لهم من أجل التثقيف أولا و من أجل تحسن المردودية الإنتاجية المطلوبة للمؤسسة فالمناخ المهني داخل المؤسسة الحديثة يتطلب بيئة مهنية ذات مناهج مدروسة علميا مع القيادة الحكيمة ،هذا و للتأكيد الدول المتقدمة تسعى لتطوير طرق العمل لكل مؤسساتها عن طريق إستراتجيات معتمدة خصيصا من تخطيط ، تنفيذ، تسيير، مراقبة ، من شأنها رسم منهج علمي واضح بالمنظومة الواحدة و يقبل فيها الرأي الأخر و يحترم كل “مختلف” بها ، فالإختلاف لا يفسد للود قضية ، بالضبط ماهو موجود عندنا أن تكون مختلفا تتعرض لإقصاء ممنهج من مسؤول آخر زمن فبحيث لا تخرج من مؤسستنا إلا و أنت تقول سبحان الله و لا حول و لا قوة بالله ! يا إلاهي هل من معجزة كونية للحد من تسلط عجرفة صنف مسؤول أخر زمن !؟ المؤسسة الحديثة متكونة من الإدارة الحديثة بقيادة قائد حكيم المطور من نفسه و للمجموعة معا يعتمد الاساليب الحدائثية في فن القيادة و التحاور و الحوار مع الفرد و المجموعة المنصت لكل مشكل مهما يكن فحواه يعمل بطريقة وضع المشكل فوق الطاولة و إيجاد الحل بذات الوقت ، دوما لا تخلو محياه الإبتسامة التي تعتبر هرمون سعادة و دافع لحب العمل في حين أنه يتوفر بمؤسستنا هرمونات سعادة من نوع آخر “تكشبير” ،” و هو من أجود الهرمونات التي تجعل يومك سعيداً و تعود لبيتك فرحا مسروراً تجعلك تلعن” اليوم و القدر الأحمق الذي جمعك بهكذا صنف من” مسؤولي أخر زمن، لتدرك جيدا بأننا نسقى التخلف تدريجيا و يوميا بالعديد من الأشكال و
الألوان .
كل ذلك منبعه الأساسي الأخلاق و الضمير فعلا أزمتنا أزمة أخلاق ! يا الله هل من معجزة كونية لإنقاذ ما تبقى من مؤسستنا من مخالب صنف من مسؤولي آخر زمن ليسوا جديري بالمسؤولية و كنسهم واجب وطني من دواعش الفكر و مستغل النفوذ للتعسف به على الأخر و من يتقنون سياسة تكميم الأفواه و غيرهم من طحالب مضرة حقا ببيئة مهنية ، نعم للتغيير و ثورة حدائثية المنهج و التكوين ، نعم لمؤسسة جديدة مؤسسة كفاءات لا علاقات و إستثناءات ، القاعدة الأساسية هي الاعوان فهم يستحقون الأفضل ، هل سنركب حقا قطار الحداثة و “يصب الرشراش” ! أم “ستبقى دار لقمان على حالها”؟

د.سعيدة بن مسعود
إعلامية و مدونة
باحثة و مكونة

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اعلانات

  • فضاء مخصص للاعلانات