ذات تاريخ و التاريخ يكتب و يسجل و يذكّر و لا يرحم ، قال بولس لأهل روما: “لا تشاكلوا (تتكيفوا مع/ تتوافقوا ) هذا الدهر(العصر/ العالم). بل تغيروا عن شكلكم”

نعم أنت “خلقت لتتعترض” لا تبالي و لا تتردد في قول كلمة حق في توجيه نقد في كتابة واقع كما هو ، لا تتردد في قول لا بل قلها علنا و كن ضد “السيستام” ضد التيار و أرفض فكر القطيع
هل يقف العون وحده مقابل تيار معاكس في المنظومة المصغرة للمؤسسة الواحدة ؟ أو بالمؤسسة ككل دحضا و رفضا لفكر القطيع ؟
يبدو أن هذه الأسئلة و غيرها من الأسئلة تضع أمامنا واحداً من أصعب التحديات على العون سواء وجد في مصلحة أو في مؤسسة باكملها أن يكون “مختلف” و يخالف رأي المجموعة و يكون ضد ، إنه تحدي السير عكس التيار محتفظاً بذاته المتفردة أمام قوة ضغط المجموعة التي له قوة في الضغط على الفرد من أجل
الامتثال والانصياع في مقابل النبذ للفرد المختلف وغير المتماثل لتطبيق فكر القطيع و مختلف الرأي، نجد عالم النفس الشهير إبراهام ماسلو يقر بأن
إحدى سمات الفرد الناضج و المحقق لذاته هي مقاومتة “التشكل بالبيئة المحيطة”.
إذن على صنف من مسؤولي أخر زمن ، و عليه أن يدركوا جيدا بأن اختلاف العون و رفضه لوضع ما و قوله لرأي ما “لا” وعدم إقتناعه لفكر يفرض عليه في المصلحة التي وجد بها و هو ضد المجموعة و مختلف الرأي هو في الواقع ليس إلا ثمرة لنضوج الإنسان وإدراكه لذاته أولا وهو ما يجعل العون يستطيع أن يقف وحده دون أن يشعر بالتهديد و لا الخوف ثانيا
المؤسسة هي نسيج إقتصادي و هي متكونة من مجموعة مصالح كل مصلحة تتكون من مجموعة أفراد إذن على صنف مسؤولين أخر زمن الإدارك الجيد بأن العون المدرك لهويته الحقيقية وإيمانه بتفرده و هو الأمر الوحيد الذي يجعل منه صاحب فكر معارض و صاحب فلسفة خاصة يستطيع أن يعلمها للمجموعة و هنا يتحدد حديثنا عن وجوده داخل بيئة مهنية يكون هو فردا و رافضا لطرق تسيير ما أو لفكرة ما ولكن إن ضاعت هوية هذا العون المختلف الخاصة به وفُقِد التفرد
والاختلاف يتواصل معه فكر القطيع للأسف، لذا عليك إدراك بأن اختلاف الأفراد هو واحد من أهم عوامل نجاح المؤسسة الحديثة اليوم و قبول الرأى المعارض والإقرار بوجوده و أحقيته في الرفض من جانب و في إحترام رأيه من جانب أخر .

 

د.سعيدة بن مسعود
إعلامية
باحثة و مكونة

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اعلانات

  • فضاء مخصص للاعلانات