من عجب العجاب يوجد صنف من المسؤولين في المؤسسة يتسمون بركود فكري رهيب عجيب و غريب و عند التمحص في الموضوع بحد ذاته تجده متوارث فكريا من مسؤول كان قد تقلد المنصب ذاته قبله و هكذا دواليك الآخر تلو الآخر منذ سنين مضت ، هذا الصنف يجعلك تتساءل في الثانية الواحدة العديد من
الأسئلة : ماهذا الدماغ ؟ و ماهذه الأفكار النيرّة لعظمة إنجاز قام به فأصبح مثلا مرجعا علميا داخل منظومة يعتمد عليها تطبيقا أو لرأي سديد ذات تاريخ عند الوقوع في أي شكل من أشكال النزاعات سواء كانت تهتم بالمحيط الداخلي أو
بالمحيط الخارجي ؟طبعا أسئلة بقلم سخرية
و هذا النوع من المسؤولين و بحكم تقلده منصبا تجده بالمرصاد لكل معارض للرأي و الناقد للتصرف داخل المنظومة بحد ذاتها و هنا يستغل النفوذ للتعسف به من جهة و السعي بكل الأشكال للتنكيل و الإقصاء الممنهج ضد من يخالفه ، إذن
فالمطلوب تطبيقا لفكر القطيع و إطاعة أوامره فقط و هنا يصبح الأمر مزعجاً لكل معارض تتولد عنه بروز شكل من أشكال النزاعات الداخلية داخل المنظومة الإدارية الواحدة منها النزاع الداخلي أولا و النزاع الخارجي ثانيا، و مما لا شك فيه هو وجود و تتعدد التصنيفات داخل مؤسسة عمومية لبعض من مسؤولي الصدفة أتت بهم رياح حظ أحمق أساسه الأول تعيينات البعض عشوائيا تحت منطق العلاقات و المحسوبية و التمييز و إستغلال النفوذ و السلطة من جانب صنف و بعض من مدراء عامون تولو مناصب في غاية الأهمية حكومية لكن لم يكن البعض منهم صادقاً و لا أمينا في أداء أمانة يحاسب عليها أمام الله قبل القانون ، هنا الحديث عن الخطأ الأول و الأساسي مرده المنصب الأعلى و قد أكد ذلك علميا العالم
الإقتصاديdeming
من خلال قوله : ” 90% من الأخطاء في العمل هي مسؤولية القيادة و ليس العاملين”
إذن هنا الحديث عن النقطة المهمة و الأساسية لمحاور حديثناجميعا هي القيادة و دور القائد و تأثيراته على باقي المنظومات صلب المؤسسة الواحدة و بالتالي يسوقنا للحديث عن فكر القطيع للأسف الشديد الذي هو فكر متوارث منذ القديم، إذن، و في جانب أخر مرده الأساسي الضمير المهني و الأخلاقي هنا تتضح المقارنة الواضحة بين أمثلة من الدول الغربية و الدول العربية فالغرب يحكي أخلاقا و يتصرف أخلاقا و ينجز ما يمليه عليه الضمير المهني بأخلاق الضمير لذلك تعرف المؤسسات الغربية التطور الملموس علميا و تكنولجيا و إقتصاديا بلبنة متماسكة مع قائد فنان و قيادة حكيمة وسط منظومة متكاملة أساسها الأخلاق و الضمير و لعل في سياق حديثنا هذا ننوه لما وصلت إليه إحدى الدراسات العلمية بأن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم يعد القائد المثالي و الأول على مر التاريخ للبشرية و تم التوصل بأن صفات القيادة كلها وجدت جميعا بصفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منذ الأزل و يعد مرجعا مهما جدا في عدة بحوث و دراسات أخرى ليومنا هذا ، إذن كل ما توصلنا إليه من خلال هذا التحليل بأن المسألة أخلاقية بحتة و كل قائد يتصرف وفق مايمليه عليه الضمير و بالأخلاق .
داخل المؤسسة الواحدة تتعدد المصالح الإدارية و تتوزع و كل مصلحة مكونة من المجموعة المنتمية إليها ، و في غالب الأحيان يتسم نظامها الداخلي بالتشعب و الخلط الخطأ في فهم المسؤولية من جهة و تطبيقاتها من جهة ثانية، و تفاديا لكل شكل من أشكال نزاع و السعي لضمان مردود الإنتاجية المطلوبة داخل منظومة العمل التي تتطلب مراقبة كذلك يومية لسائر مختلف مراحل التطبيقات و التسيير الخاصة بالعمل ، يعد نوعا من أنواع الضعف لا القوة داخل المؤسسة الواحدة في
علاقاتها العمودية و الأفقية لباقي المنظومات الإدارية من جانب أول و في
العلاقات العمودية و الأفقية كذلك بين مختلف المنظومات الإدارية مع بعضها البعض من جانب ثاني ، إذن ماهو المطلوب لتغيير المصلحة داخليا؟
اليوم و في عصر متطور يتسم به نظام عالمي بتغيرات شتى لكل المجالات يتطور معها مفهوم جديد للقيادة و فنون القيادة و بروز مصطلحات جديدة في مجالي
الإدارة الحديثة و علم الموارد البشرية صلب المؤسسة الواحدة ، لذلك لابد من القطع مع تفكير رجعي بدائي ركيك و عجيب و غريب المحتوى الفكري الذي هو أساسا منبثق من فكر القطيع و هو الفكر المتوارث و المتداول منذ عقود مضت و العمل على تطوير إدارة حديثة ذات منهج حدائثي علمي بحت أساسه القائد و هو المصطلح المعتمد منذ عقود مضت بالدول المتقدمة في فن و تسيير المنظومة
الإدارية و القطع مع كلمة مسؤول ، و في المصطلح بحد ذاته رمزية و دلالات متعددة فالقيادة فن و القائد هو من يرتفع مع الفريق هنا النقطة الفاصلة و المحددة للقطع نهائيا مع فكر القطيع و بروز شكل جديد من فكر الحداثة و الإبتكار و التجديد أساسه مفاهيم جديدة إختراع و إبتكار، اليوم كذلك نتحدث عن المنظومة و مكوناتها صلب المؤسسة الحديثة لا عن المصلحة فالمنظومة وحدة و ركيزة أساسية متكونة من الأفراد الذين يكونون المجموعة تجمعهم علاقات عدة ببعضهم البعض و بالقائد كذلك ، و كل تغيير داخليا مرتبط أساسا بالقيادة و طرق تسييرها على مناهج مدروسة للمستقبل تتحدد من خلالها الأهداف و السبل و كيفية الإنجاز.

د.سعيدة بن مسعود
إعلامية
باحثة و مكونة

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اعلانات

  • فضاء مخصص للاعلانات