لييا – تشهد ليبيا تطورات متسارعة على الساحة السياسية والأمنية، حيث تتجه الأنظار نحو منفذ رأس جدير الحدودي، الذي يعد نقطة ارتكاز استراتيجية وحيوية. في الآونة الأخيرة، أقدمت قوات الحكومة المنتهية ولايتها على التحرك نحو المعبر، مما أثار حالة من الترقب والقلق في الشارع الليبي.
و تأتي التحركات الاخيرة في ظل تضارب الأنباء حول موقف المجموعات المسلحة المسيطرة على المعبر، والتي تبدو متأرجحة بين التوافق والتوتر. وفقًا لمصادر داخلية، فإن هناك “توافقات” قد تمت بين وزير الداخلية عماد الطرابلسي ورئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد، بالتعاون مع قيادات المجموعات المسلحة وأعيان من جبل نفوسة ومدينة زوارة¹⁴.
مع ذلك، يبدو أن الطرابلسي يواجه انتقادات حادة من بعض “المجموعات المسلحة” في زوارة، التي أصدرت بيانًا يؤكد أن الاجتماع تم مع الحداد فقط، وتم الاتفاق على تشكيل “قوة تتبع الساحل الغربي” تضم “الكتيبة 105 مشاة زوارة”، والتي ستتمركز على الحدود الخارجية للمعبر¹¹. البيان يشير إلى أن الطرابلسي يتحمل مسؤولية ما وصفه بـ”قرارات غير مدروسة”، مما يعكس حالة من عدم الرضا والتوتر بين الأطراف المعنية¹².
وتعكس هذه التطورات التحديات الكبيرة التي تواجهها ليبيا في مسارها نحو الاستقرار والأمن، وتبرز الحاجة الملحة لتحقيق توافق وطني يضمن السيطرة الفعالة على المعابر الحدودية ويعزز من هيبة الدولة. الأيام القادمة قد تحمل معها تطورات جديدة قد تسهم في تشكيل ملامح المشهد الليبي العام.
بن مصطفى