نعرض لكم في هذا التقرير ما آل اليه الوضع الانساني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر في ظل تدهور مستمر للمنظومة الصحية و البيئية.
الملاجئ مكتظة بما يفوق طاقتها
هربا من وطأة القصف الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، نزح نحو 1.7 مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم داخل القطاع. ويحتمي اليوم قرابة مليون منهم في مبان تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في كافة محافظات القطاع. في حين نصبت بعض الأسر خياما خارج الملاجئ. على أن هذه المدارس بالرغم من أنها منشآت لا تكتسب حصانتها من القانون الدولي الإنساني فحسب ولكن تكتسب مزيدا من الحصانات والامتيازات كونها إحدى منشآت منظمة الأمم المتحدة إلا أنها لم تسلم من الاستهدافات المباشرة و غير المباشرة للاحتلال الإسرائيلي التي خلفت عددا من الشهداء و الجرحى.
حاجة ملحة إلى المزيد من المساعدات
يخضع قطاع غزة منذ تولي حركة حماس السلطة في 2007 أصلا لحصار بري وجوي وبحري أحكمت اسرائيل قيوده قاطعة عنه المياه والكهرباء والمواد الغذائية منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر.
نسق دخول الإمدادات الإنسانية من مصر إلى غزة بالرغم من تطوره أيام الهدنة التي استمرت لسبعة أيام يبقى ضعيفا في حين أن هناك حاجة إلى مئة شاحنة من المساعدات على الأقل يوميا، وفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة لحاجيات القطاع.
انهيار المستشفيات
بعد خروج معظمها عن الخدمة، لا يعمل اليوم أي مستشفى في شمال قطاع غزة بشكل طبيعي سواء بسبب شدة القصف أو بسبب نقص الوقود والمعدات الطبية.
و قد أدت الغارات الجوية ونقص الإمدادات الطبية إلى استنزاف المنظومة الصحية في القطاع الذي يعاني أصلا من نقص الموارد. فشهدنا اضطرار الأطباء لإجراء بعض العمليات الجراحية بلا تخدير عام للمرضى أو إجراء اسعافات أولية للجرحى على أرضية المستشفيات وفي ممراتها بسبب ارتفاع أعداد المرضى والمدنيين النازحين الذين يبحثون عن مأوى. كما تتعرض فئات هشة من الحالات المزمنة و الأمهات والأطفال حديثي الولادة الى الخطر الشديد في ظل هذه الظروف المأساوية .
وضع بيئي كارثي
معاناة سكان غزة مع التلوث البيئي ليست جديدة لكنها تفاقمت بشكل كبير بسبب الحرب القائمة.
و يعتبر في هذا السياق رئيس حزب البيئة العالمي أن استنشاق الهواء الملوث بفعل القذائف والصواريخ، سيتسبب في أضرار بيئية جسيمة على المدى القصير والبعيد. كما أشار إلى تهديد خطير بانتشار الأمراض كالإسهال والكوليرا والتهاب الكبد وحتى شلل الأطفال وكذلك إلى تلف الأعضاء وصولاً إلى الوفاة.
بالاضافة الى المخلفات الطبية في غزة التي لا تزال دون معالجة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار أكثر للأمراض والأوبئة.
وأكد بيان صدر عن سلطة جودة البيئة بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب أن “إلقاء القذائف والمتفجرات يؤدي إلى إحداث خلل كبير بالتركيبة الجيولوجية التي قد تفاقم من سوء الوضع فيما يتعلق بالمياه الجوفية في قطاع غزة وما ينتج عنه من إنتاج كميات كبيرة من نفايات الهدم واختلاطها بالمواد الخطرة الناتجة عن القذائف”.
سناء النحالي