بعد انقطاع عامي 2020 و2022، عاد مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح للانعقاد في دورة رابعة تُفتتح مساء الأحد وتتواصل حتى الثامن من أكتوبر الجاري ، وتتضمّن عروضا مسرحية من سبعة بلدان متوسطية وندوة فكرية وورشا تكوينية، وعروضا موجّهة للأطفال.

تبتدئ العروض المسرحية غدا الاثنين بمسرحية “إلى أين؟” للمخرج الليبي عوض الفيتوري عن نصّ للكاتب العراقي علي العبادي، وهي مونودراما من أداء الفنان حسين العبيدي، وتروي قصة شاب يحمل أربع حقائب سفر، يدخل بها واحدة تلو الأخرى بخطوات بطيئة معبّرا عن الزمن، حتى يأتيه تنبيه مفاجئ وبصوت مرتفع عن وجود قنبلة في إحدى الحقائب، وعندما يحمل كلّ حقيبة يتحدّث عن مرحلة معينة في حياته.كما تُعرض في اليوم نفسه مسرحية “حديث التراكن” للمخرج التونسي صابر الحامي، التي تقدّم شخصيتين نسائيتين؛ الأولى تبدو قوية مثقفة وقارئة نهمة للكتب مرتبطة بفنّان يؤمن بحقوق المرأة وقدرتها على النجاح، أما الثانية فهي بسيطة فكريا، لا تعرف القراءة، ومتزوّجة برجل يعنّفها، وهما تلتقيان على الخشبة لتخوضا في حوارات ومقارنات عن نماذج من حياة المرأة في المجتمع التونسي.

من بين العروض المشاركة، أيضا، مسرحية “العازب” المقتبسة عن رواية للكاتبة الجزائرية ربيعة جلطي تحمل العنوان ذاته، وهي من إخراج الجزائري مولاي مليناني مراد محمد، وتتحدّث عن شابّ فقير يُدعى الزبير يريد الزواج من فتاة تدعى سكينة، لكنّ ظروف الحياة القاسية وعدم قدرته على تحمُّل تكاليف الزواج تعطّل حلمه، يفكك العمل مفهوم العزوبية وكيفية تعامل المجتمع الجزائري معه ومع مسألة الزواج.وتشارك أيضا في الدورة الرابعة مسرحيات “حدوتة صعيدية” من مصر، و”حكايات من الحدود” من لبنان، و”رسالة إلى الفلاحين” من فرنسا، و”كورينتي” و”العزيزة بابل” من إيطاليا، و”عشاء الكلاب” و”نائب شعب” و”تائهون” و”غدا وهناك” من تونس.وينظم المهرجان عددا من الورشات أولاها ورشة في “فنّ الارتجال” يُديرها المسرحيّان الإيطاليان كلاوديو زايا وفيدريكا دامور، في مدينة المنستير التي يقدّم فيها الفنان التونسي خالد بوزيد أيضا ورشة حول “فنّ الممثّل”، الموضوع نفسه الذي يقدم الفنان التونسي وليد الدغسني ورشة حوله في مدينة سوسة.

يذكر أن مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح تأسس في عام 2018، حيث تشارك مركزا الفنون الدرامية في مدينتي المهدية والقيروان لإطلاق دورته التأسيسية آنذاك، وتقاسمت معهما أيضا مدينتا المنستير وسوسة العروض المقدّمة في محاولة لكسر تلك العلاقة العمودية، كما سمّاها المنظمون، بين سلطة تحتكر الإشراف على التظاهرات الثقافية ومؤسسات تُنفّذ. والدورة الرابعة تجمع لأول مرة وبصفة رسمية مراكز الفنون الدرامية في المحافظات التونسية الأربع لتنظيم فعاليات المهرجان.

(شمس اليوم)

By

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اعلانات

  • فضاء مخصص للاعلانات