أكدت الباحثة المختصة في الجندرة والكاتبة العامة للجمعية التونسية لعلم الاجتماع نجاة العرعاري أن دراسة كيفية وكمية حول الأمهات العازبات خلصت إلى وجود عوامل مؤثرة في هذه الظاهرة وهي إنتاج اجتماعي ولم تختر أي فتاة أن تكون أما عزباء.


وأضافت في تصريح لموزاييك اف ام أن العامل الأساسي يعود إلى العلاقات غير المتوازنة داخل الأسرة والتي لا تواكب تطور المعايير الاجتماعية وانفتاح الشباب على منظومة كونية أخرى في حين مازالت الأسرة تعتمد إلى اليوم أساليبا تقليدية للتربية مبنيّة على العنف والتفرقة في التعامل بين الابن والإبنة.

وبينت نجاة العرعاري أن مواصلة الأسرة اعتماد أساليب تقليدية في التربية والتعامل مع الفتاة والعنف الجنسي هي من أولى الأسباب لدفعهن لكي يكونوا نساء عازبات بحسب تصريح نحو 20 فتاة عزباء تم استجوابهن ضمن الدراسة والتي بينت أيضا أن أكثر من 12 فتاة هربن من أسرهن لتعرضهن لعنف وضغط كبيرين إلى جانب سبب آخر مسكوت عنه وهو الفتيات ضحايا زنى المحارم يجدن أنفسهن حاملات بأطفال مما يدفعهن إلى الهروب للشارع في سن مبكرة تراوحت بين 16 و17 سنة.
وأبرزت أن الأسباب الأخرى للعنف هي المجتمع غير الآمن حيث تجد ضحية اغتصاب نفسها بين مطرقة المتاجرين بالأشخاص وسندان الدعارة إلى جانب غياب التربية الجنسية ومعرفتهن بأجسادهن مشيرة إلى أن هناك عوامل مؤسساتية تتعلق بغياب تأطير الدولة، مبينة أن أغلب النساء المستجوبات لا يعرفن بوجود مراكز لإيواء الأم والطفل.

وشددت على أهمية دور القابلة المتنقلة في المجتمع التونسي الذي كانت تعمل على توعية وتثقيف الفتيات فيما يتعلق بالحمل والعلاقات الجنسية الى جانب غياب العمل التوعوي.

وأضافت نجاة العرعاري أن المجتمع مازال ينظر للمرأة على أنها الساهرة على المنظومة المعيارية للمبادئ الأسرية والمجتمعية وخروجها للمجتمع بوضعية امرأة عزباء يدينها ويحملها مسؤولية كاملة في تزعزع هذه المنظومة وتمارس هذه العقوبة أولا من الأسرة ولو كانت ضحية اغتصاب وزنى محارم.

وتابعت “تصبح الضحية المدانة الأولى وهو ما يدفع بالنساء العازبات إلى تغيير وسطهن الاجتماعي وخلق هوية اجتماعية أخرى.. بعضهنّ تدعين أن أزواجهنّ قتل في الحرب في ليبيا أو يقيم خارج حدود الوطن وذلك لكسب شرعية اجتماعية ولكن حين تردن البحث عن عمل والتعويل على ذاتهن تجدن صعوبة في الاستظهار بهوية ووثيقة حقيقية وهو ما يدفعهن إلى الحرمان من الخدمات وبلوغ مرحلة هشاشة تؤثر عليهن وعلى أطفالهنّ فيضطررن إلى اتباع مسارات أكثر خطورة”.

وبينت العرعاري أنه حسب إحصائيات هناك نحو 1200 طفل يولدون سنويا خارج إطار الزواج وهي أرقام سوداء حسب وصفها لكنها لا تعكس الواقع وهي فقط الأرقام المصرّح بها، مضيفة “هناك أطفال يتم التخلص منهم في حاويات قمامة وهناك نساء متزوجات ووضعن أطفالهنّ خارج اطار زواجهن فيقومون بتسجيلهم تحت اسم الأم او الأخت.. وهي من الأساليب الملتوية المعتمدة ولكن هذا لا يعني انهن نساء عازبات”.

وأردفت “في المقابل تبين دراسة دولية أن 70 بالمائة من الشباب يمارسون علاقات جنسية خارج اطار الزواج ولكن رغم ذلك تدان الام العزباء فقط” حسب تعبيرها .

By

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اعلانات

  • فضاء مخصص للاعلانات